دعاء الإمام الحسين يوم عرفه
س. ي. - 02/04/2024م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة إلى دعاء الإمام الحسين يوم عرفة، توجد شبهة حول انتسابه للإمام ، من حيث:

أولاً: ضعف سنده وإرساله، فقد نقله السيد ابن طاووس «قده» مباشرة عمن عاصر الإمام الحسين وهما بشر وبشير.

وثانياً: حجم الدعاء، فالدعاء طويل وهذا يجعل من المستبعد جدًا أن يقوم الراوي الذي سمع الإمام بحفظه ومن ثم كتابته.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بالنسبة لشبهة الإرسال فإنها غير ضائرة لأن قراءة الأدعية مبني على ميزان معين وهو - موافقة مضمونها للمفاهيم الواردة في القرآن وسنة النبي وآله «صلوات الله وسلامه عليهم». والدعاء بجميع ما فيه موافق لذلك.

وأيضًا موافق للأدعية الاخرى الواردة عن الأئمة ، مضافًا إلى ثبوت استحبابه بناءً على تمامية قاعدة التسامح في أدلة السنن كما ذهب لذلك المشهور.

وأما بالنسبة إلى تضعيف نقل الدعاء فإنه ممنوع ويظهر ذلك بالنظر لعوامل عديدة في هذا الباب وهي:

  1. أهمية المتحدث بنظر الناس فإنه يقتضي عادة رصد كلماته والحرص على تناولها وضبطها كالرسول وأمير المؤمنين وأمثالهما.
     
  2. قيمة الحديث نفسه من حيث ارتباطه بحدث مهم كما في يوم الغدير أو عاشوراء أو إحياء يوم عرفة أو قيمته من حيث كونه تراثًا يراد حفظه كما في المعلقات في الجاهلية حيث وصلت لنا تامة منضبطة مع طولها، وذلك لكونها تراثًا أدبيًا مهمًا، وكون التراث مهمًا يقتضي عادة التسابق على حفظه وضبطه تأريخًا للحدث.
     
  3. توفر الحفدة والمحبين لأي شخصية معروفة الذين يشكلون حلقة حول الشخص المعروف اجتماعيًا، خصوصًا مع كونه أحد أركان الوجود الاجتماعي، فإن الحفدة عادة يحرصون على إبراز آثاره كما حصل بالنسبة للرسول وأمير المؤمنين وقد حصل للإمام الحسين في التفاف بني هاشم حوله بعد وفاة أخيه الحسن مقابل ابن عمر وابن الزبير ومعاوية، بل قد تحصل الوصية من قبل نفس الزعيم بحفظ آثاره وضبطها كما حصل في توصيات الإمام الصادق بالنسبة لعلية الرواة عنه كزرارة بن أعبن ومحمد بن مسلم وجميل بن دراج وغيرهم.
     
  4. كون المنقول حديثًا قابلاً للتكرار كالدعاء فإن مقتضى العادة تكرره سنويًا في نفس المناسبة مما يقتضي إمكان ضبطه والتدقيق فيه وتلافي أي نقص حدث في عام قبله، كما في أدعية الصحيفة السجادية التي تكرر ذكرها فتكرر رصدها وتوثيقها.
     
  5. توفر الحفاظ والكتاب في زمن الإمام علي فضلاً عن زمان الإمام الحسين ، وهو أمر مثبت تاريخيًا، ولم يكن يشغلهم عن الحفظ أو يعيقهم عنه تعدد المعلومات وتكثر مصادرها وتنوع المشاكل الحياتية العامة كما هو حاصل بالنسبة لزماننا الذي صار سببًا لقلة عدد الحفاظ وندرتهم، فبملاحظة هذه العوامل العديدة يكون الإشكال في حفظ الدعاء ونقله وضبطه إشكالاً ضعيفًا.
السيد منير الخباز
أرسل استفسارك